أدعية العمرة كاملة pdf

إذا وصل من يريد العمرة إلى الميقات (هي الأماكن التي حددها رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم لمن أراد ان يحرم للحج والعمرة) استحب له أن يغتسل ويتنظف جيدًا، وهكذا تفعل المرأة ولو كانت حائضًا أو نفساء، غير أنها لا تطوف حول البيت الحرام حتى تطهر تمامًا وتغتسل.

ويجب على الرجل الذي ينوي العمرة أن يتطهر جسده من النجاسات ويستعد لأداء مناسك العمرة، فإن لم يتيسر له الاغتسال في الميقات، فلا حرج عليه، ويستحب له أن يغتسل إذا وصل إلى مكة قبل أن يؤدي طواف القدوم إذا تيسر له ذلك.

وعندما يستعد الرجل لأداء العمرة، ينزع جميع الملابس المخيطة ويلبس إزارًا ورداءً، ويستحب أن يكونا أبيضين نظيفين. أما المرأة، فيجب عليها أن تحرم في ملابسها العادية التي ليست فيها زينة ولا شهرة.

ثم ينوي الدخول في نسك العمرة بقلبه ويتلفظ بلسانه قائلًا: “لبيك عمرة” أو “اللهم لبيك عمرة“، وإن خاف المحرم أن لا يتمكن من أداء النسك لكونه مريضًا أو خائفًا من عدو ونحوه، شرع له أن يشترط عند إحرامه فيقول: «فإن حبسني حابس فمحلي حيث حبستني»، حسبما ورد في حديث ضباعة بنت الزبير رضي الله عنها.

ثم يلبي بتلبية النبي ﷺ وهي: لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك، ويمكن أن يزيد على هذه التلبية وأن يكثر من ذكر الله سبحانه وتعالى ودعائه حتى يصل إلى البيت “الكعبة”.

عند وصوله إلى المسجد الحرام، يجب على المسلم أن يقدم قدمه اليمنى عند الدخول ويقول: بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله، أعوذ بالله العظيم وبوجهه الكريم وسلطانه القديم من الشيطان الرجيم، اللهم افتح لي أبواب رحمتك.

عند وصوله إلى البيت الحرام، يقطع التلبية ثم يتوجه نحو الحجر الأسود ويستقبله، ثم يستلمه بيمينه ويقبله إن تيسر ذلك، ويجب ألا يؤذي الناس بالمزاحمة، وعند استلامه يقول: “بسم الله والله أكبر”، وإذا كان الحجر الأسود مشدودًا عليه وشق على الشخص استلامه باليد صعب، يمكنه استخدام عصا أو أداة أخرى لاستلامه وتقبيله، وإذا شق عليه استلامه بأيديه فإنه يشير إليه ويقول: “الله أكبر”.

لصحة الطواف، يجب أن يكون الشخص طاهرًا من الحدث الأصغر والأكبر، لأن الطواف مثل الصلاة في هذا الصدد، غير أنه يُسمح بالكلام أثناء الطواف.
الشخص يبدأ الطواف بوضع البيت عن يساره ويبدأ بالمشي حوله لسبعة أشواط، وإذا وصل إلى الركن اليماني يستلمه بيمينه إن تيسر ويقول: “بسم الله والله أكبر” ولا يقبله، وإذا كان استلامه صعبًا عليه يمكنه أن يتركه ويمضي في طوافه دون الاستلام ولا يشير إليه ولا يكبر، ولأنه لم يرد عن النبيﷺ أنه قبل الركن اليماني.

أما الحجر السود، فيُستلم ويُقبل عليه متى تاحت الفرصة، وإذا لم يتيسر ذلك يمكن استخدام الإشارة باتجاهه والتكبير عن بُعد.

يستحب للرجل الذي يؤدي الطواف في طواف القدوم أن يسرع في المشي ويقوم بالإسراع في الثلاثة أشواط الأولى، وهذا مسموح به ومستحب.
أيضًا يستحب للرجل أن يضطبع أثناء الطواف في طواف القدوم، والاضطباع هو وضع وسط الرداء تحت الكتف الأيمن وطي الطرفين على الكتف الأيسر.

يستحب أيضًا الإكثار من الذكر والدعاء أثناء الطواف في طواف القدوم، ولا يوجد دعاء مخصوص ولا ذكر مخصوص يجب قراءته، بل يمكن للمسلم أن يدعو ويذكر الله بما يشاء وبما يتيسر له من الأذكار والأدعية.

وبعد أن ينتهي من الطواف، يرتدي الرجل بردائه ويضعه على كتفيه وصدره، وثم يقوم بأداء ركعتين خلف المقام إن تيسر له، وإذا لم يكن بإمكانه أداء الصلاة خلف المقام فيمكنه أن يصليهما في أي مكان من المسجد.

في الركعة الأولى يقرأ بعد الفاتحة: قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ، وفي الركعة الثانية يقرأ: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ.

بعد الانتهاء من الركعتين، ينتقل الشخص إلى الصفا حيث يرقى إلى الصفا ويقرأ قول الله تعالى: “إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَائِرِ اللَّهِ” [البقرة: 158].

يستحب أن يستقبل القبلة أثناء وقوفه على الصفا ويحمد الله ويكبره ويقول: “لا إله إلا الله والله أكبر، لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، لا إله إلا الله وحده أنجز وعده ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده”، ويكرر هذا الذكر والدعاء ثلاث مرات ثم بعد ذلك يقوم بالدعاء بما تيسر له من الأدعية.

ثم ينزل ويمشي إلى المروة، ويمكن أن يقوم بالرقي والسعي أثناء الانتقال بين الصفا والمروة حسب تيسيره، وعند وصوله إلى المروة يفعل مثل ما قام به على الصفا، يستقبل القبلة ويحمد الله ويكبره ويقول الأذكار المذكورة سابقًا.
ثم ينزل ويمشي في الموضع الذي يشاء حتى يصل إلى المروة، ويكرر نفس الأمور التي قام بها على الصفا، ويفعل ذلك سبع مرات ذهابًا وعودة، وإذا سعى راكبًا فلا حرج في ذلك ولاسيما إذا كان هناك حاجة للسعي.

يستحب أثناء السعي أن يكثر المسلم من الذكر والدعاء بما تيسر له، وأن يكون طاهرًا من الحدث الأكبر والأصغر حتى يتم السعي على طهارة، وإذا انتهى من السعي يقوم الرجل بحلق رأسه أو قصره، ويفضل الحلق أكثر، وإذا كان وصوله إلى مكة قريبًا من وقت الحج، فإن القصر في حقه أفضل ليكون لديه شعر قصير يحلقه في أثناء الحج.

أما المرأة، فيمكنها أن تجمع شعرها وتأخذ منه قدر أنملة فأقل، وبذلك تكون قد أتمت عمرتها، وبعد أداء هذه الأعمال يكون الحاج قد أصبح محل الله وهو في إحرامه، ويحل له كل ما كان حرم عليه بالإحرام.
فلنسأل الله أن يوفقنا وإخواننا المسلمين جميعًا لفهم دينهم والثبات عليه، ونسأله أن يتقبل منا ومنهم جميع الأعمال، إنه سبحانه جواد كريم.